ومعنى وصفِ القرآن بأنَّه هدًى (١) وبينات؛ أنَّ الهدى البيانُ والبيِّناتِ الدَّلائلُ.
وقيل: {هُدًى}؛ أي: هاديًا إلى أصول الإيمان، {وَبَيِّنَاتٍ}؛ أي: شرائعَ بيِّنةً ظاهرة.
قوله تعالى: {مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}؛ أي: مِن الدِّينِ الحقِّ، والفرق بين الحقِّ والباطل، فجاءَ يَهدي الحقَّ، ويُفرِّقُ بين الحقِّ والباطل (٢).
قوله تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ}؛ أي: مَن حضرَ منكم، وأدركَ هذا الشَّهرَ، وهو شهر رمضان، والألفُ واللام لتعريف المعهود.
وقوله تعالى: {فَلْيَصُمْهُ} هو (٣) أمر حتمٍ، وانتسخ به التَّخييرُ بين الصَّومِ والفداء (٤) والإفطار.
وقوله تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} وفي إعادةِ هذا بعد ذِكرِه مرَّةً وجهان:
أحدهما: أن الأوَّل كان لتخييرِ الصَّحيح المقيمِ بين الصِّيام وبين الفِداء والإفطار، ولتخيير المريضِ والمسافر بين القضاءِ وبين الفداء؛ إذا صحَّ هذا، وأقام هذا، وهذا حتمٌ للصِّيام في الشَّهر للصَّحيحِ المقيم، وحتمٌ للقضاءِ إذا صحَّ المريضُ وأقامَ المسافر.
وقيل: إنَّ الأوَّلَ اشتمل على حُكمِ الصَّحيحِ المُقيم، وعلى حكم المسافر
(١) بعدها في (ر): "للناس".
(٢) قوله: "فجاء يهدي الحق ويفرق بين الحق والباطل" ليس في (أ).
(٣) في (أ): "هذا".
(٤) في (أ): "وبين الفداء".