(٢٢٧) - {وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.
وقوله تعالى: {وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ}؛ أي: حقَّقوا الطلاقَ وأكَّدوهُ، قال تعالى: {فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ} محمد: ٢١؛ أي: وإنْ ثَبتوا في المدَّةِ على تركِ القُربان حتَّى مضتِ المدَّةُ، وقعَت طلقةً بائنةً.
وكان الإيلاءُ طلاقَ أهلِ الجاهليَّة، فجعلَ اللَّهُ تعالى حكمَهُ في الإسلامِ ما قُلنا.
وقولُه تعالى: {فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}؛ أي: سمع كلامَ الزَّوجِ، وعَلِمَ قصدَه.
* * *
(٢٢٨) - {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.
وقوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ}؛ أي: المنكوحاتُ الحرائرُ اللَّاتي طلَّقهنَّ أزواجهنَّ صريحَ الطَّلاقِ بغيرِ مالٍ وقد دَخلوا بهنَّ، ينتظرنَ بأنفسهنَّ؛ أي: يعتددن.
والتَّطليقُ رفعُ القيد، وقد طلَّقَها يُطَلِّقُها تطليقًا وطلاقًا، كما يقال: سَلَّمَ يُسَلِّمُ تسلِيمًا وسلامًا، وكلَّمَ يُكَلِّمُ (١) كلامًا وتكليمًا، وطَلَقت هي بفتحِ اللام تَطلُقُ طلاقًا، كما يقال: كَمَلَ يَكمُلُ كمالًا، وطَلُقت بضمِّ اللامِ لغةٌ، والأوَّلُ أصحّ (٢)، وهي طالقٌ بغير الهاء؛ لأنَّه صفةٌ خاصَّةٌ لها.
وقوله تعالى: {ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} نصب على الظَّرف، والقُروءُ جمع قُرء، وهو
(١) "يكلم" ليس في (أ).
(٢) في (ر): "أفصح".