وزوجةً، والتَّذكيرُ أغلب، قال اللَّه تعالى: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} البقرة: ٣٥، ويُجمَع: أزواجًا، على لغةِ التَّذكير.
وقوله تعالى: {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ} أي: زوجاتُهم يَنتظِرنَ بأنفسِهنَّ، ومعناه: يَعتَدِدنَ.
ثمَّ قولُه: {وَالَّذِينَ} مبتدأ، ولا بدَّ له مِن خبرٍ، واختلف في خبره هاهنا.
قال الزَّجَّاجُ: خبرُه محذوفٌ، وتقديره: {وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا} فأزواجهم {يَتَرَبَّصْنَ} (١).
و (٢) قال الأخفش: خبرُه: {يَتَرَبَّصْنَ}، ولكن لا بدَّ مِن إضمار عائدٍ على المبتدأ، فيُضمر: {يَتَرَبَّصْنَ} بعدهم (٣).
وقال قطرب: تقديره {وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا} ينبغي لهن أنْ يتربَّصن.
وقال الكسائيُّ والفرَّاء: "الذين" أُقيم مقام: أزواجهم، وتقديره: وزوجاتُ الذين يُتوفون منكم. إلى آخره (٤)، ونظيرُ هذا ما مرَّ في قوله: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ} البقرة: ١٧١؛ أي: ومثلُ واعظِ الذين كفروا.
وقوله: {بِأَنْفُسِهِنَّ} تعديةُ الانتظار بالباء؛ أي: يُلبِثنَ أنفسَهنَّ عن التزوُّج إلى انقضاء العِدَّة.
وقوله تعالى: {أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} {أَرْبَعَةَ} نُصبَ على الظرف للتربُّص
(١) انظر: "معاني القرآن" للزجاج (١/ ٣١٤).
(٢) في (أ) و (ف): "قال" دون واو.
(٣) انظر: "معاني القرآن" للأخفش (١/ ١٨٩).
(٤) انظر: "معاني القرآن" للفراء (١/ ١٥٠).