{وَعَشْرًا}؛ أي: عشرَ ليالٍ، وذِكْرُها ذكرٌ لأَيَّامها لغةً، وكذا ذكرُ الأيام ذِكْر للياليها، قال تعالى (١) في قصَّةِ زكريَّا عليه السلام: {ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا} آل عمران: ٤١، وقال تعالى: {ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا} مريم: ١٠، والقصَّة واحدةٌ، فدلَّ أنَّ ذِكرَ أحدِهما يتضمَّنُ الآخر.
وقوله تعالى: {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ}؛ أي: استوفينَ مدَّتهنَّ.
وقوله تعالى: {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ}؛ أي: يا معاشرَ أولياءِ الأزواج الذين ماتوا (٢).
وقوله تعالى: {فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}؛ أي: فيما فعلَ النِّساءُ المعتدَّاتُ مِن التَّشوُّفِ، والتزيُّنِ للخُطَّاب، والتَّزوجِ بزوجٍ آخر؛ أي: بعدما (٣) زالت عُلقةُ الزوج، فلا بأسَ لوليِّ الزَّوجِ أن يَتركَها تتعرَّضُ (٤) لزوجٍ آخر، فقد آنَ أوانُه، وكان قبلَ انقضاءِ العِدَّةِ إذا تَركتِ الإحدادَ، وتَشوَّفَت للخُطَّابِ، فللقُضاة وأولياءِ الأزواج منعهنَّ عن ذلك.
وقوله تعالى: {بِالْمَعْرُوفِ}؛ أي: على موافقةِ الشَّرع.
وقوله تعالى: {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}؛ أي: عليمٌ، ويجوزُ أن يكونَ خِطابًا للرِّجالِ والنِّساء جميعًا، وهو وعدٌ ووعيدٌ على الخيرِ والشَّرِّ.
* * *
(٢٣٥) - {وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ
(١) في (أ): "كما" بدل: "قال تعالى".
(٢) بعدها في (ر): "أزواجهن".
(٣) في (أ): "قد" بدل من "بعد ما".
(٤) في (ر) و (ف): "لتتعرض".