والمعروفُ: ما لا تقتيرَ فيه ولا إسراف.
وقوله تعالى: {حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ} أي: واجبًا على الذين يُحسِنون الائتمارَ بأمر اللَّه تعالى.
وقيل: {حَقًّا} مصدرُ فعلٍ مضمرٍ؛ أي: حقَّ ذلك حقًا.
وليس هذا الإحسانُ هو التَّبرُّع بما ليس عليه؛ فإنَّ المتعةَ في هذه -أي: في هذه (١) الصُّورة (٢) - واجبةٌ.
* * *
(٢٣٧) - {وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.
وقوله تعالى: {وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ} ثمَّ بيَّنَ حُكمَ التي سُمِّيَ لها المهرُ في الطَّلاق قبل المسِّ وقوله: {وَقَدْ} الواو للحال، وقوله: {فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ} أي: فعليكم نصفُ ما سمَّيتُم، أو فلهنَّ نصفُ ما سمَّيتُم، والنِّصفُ أحدُ جزأي الكمال.
وقوله تعالى: {إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ} أي: إلَّا أنْ يُسقِطنَ (٣) هذا النِّصفَ، فلا يأخذْنَ شيئًا، والواو هاهنا واوُ أصلِ الكلمة، وليس بواو الجمع، وتقديرُه: يَفْعُلْنَ، والنُّون نونُ جمعِ النِّساء، وليست بنونِ الرَّفع، ولذلك لم تَسقط بالنَّاصِب، وهو "أن".
(١) قوله: "أي في هذه" من (ر).
(٢) في (أ): "الآية"
(٣) بعدها في (أ): "هن من".