(٢٤٢) - {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}.
وقوله تعالى: {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}؛ أي: كما يُبيِّنُ هذه الأحكامَ يُبَيِّنُ بعد هذا لكم كلَّ ما تحتاجون إليه؛ لتعقلوا؛ أي: لتَستعمِلوا عقولَكم في قَبولها، والتَفكُّر فيها والعملِ لها (١).
* * *
(٢٤٣) - {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ}.
وقيل: الآياتُ هي جميعُ ما تقدَّم مِن أمرِ الحجِّ والقتال وكلِّ الأحكام إلى هاهنا.
قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ} هذه الآيةُ في ذِكر القتال (٢) الذي به تَحصينُ الدِّين، وقبله ذكرَ الطَّلاقَ بعد النِّكاح الذي فيه تحصينُ الدِّين، فلذلك انتظما.
وقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ} الألف ألفُ الاستفهام (٣) بمعنى التَّقرير، والرُّؤيةُ بمعنى العِلم، وقائمةٌ مقامَ النَّظر، ولذلك وصلَ بـ {إِلَى}، وتقديرُه: ألم تنظر إلى الذين؛ أي: ألم تسمع ذلك؟ ألم تعلم ذلك؟ وتحقيقه: اعلمْ ذلك، اسمعْ ذلك.
وقيل: معناه: ألم تُخبَر فيَقعَ لك العلمُ به، كما يقعُ بالنَّظر، وهي كلمةُ تنبيهٍ؛
(١) في (أ): "بها".
(٢) من قوله: "وكل الأحكام إلى هاهنا" إلى هنا من (أ).
(٣) في (ف): "استفهام".