ليتأمَّل فيما يُلقى اليه ممَّا اُريدَ الإنباءُ عنه؛ اذ كان قد سبقَ الإنباءُ به (١)، فأريدَ منه تجديدُ العهدِ بالتأمُّل فيه.
وقوله تعالى: {إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ}؛ أي (٢): منازلهم، جمع دار.
وقوله تعالى: {وَهُمْ أُلُوفٌ} قيل: هو جمعُ آلِف، كما يُقال: قاعِدٌ وقُعود، وساجِدٌ وسُجود؛ أي: متألِّفون.
وقيل: هذا جمع أَلْف، وهو العددُ المعروف.
قال ابنُ عبَّاسٍ رضي اللَّه عنهما: كانوا أربعةَ آلاف (٣).
وقال مقاتلُ بنُ حيان: كانوا ثمانية آلاف.
وقال أبو روق: كانوا عشرةَ آلاف.
وقال أبو مالك: كانوا ثلاثين ألفًا.
وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما في رواية أربعين ألفًا (٤).
وقال عطاء: سبعين ألفًا (٥).
وقوله تعالى: {حَذَرَ الْمَوْتِ}؛ أي: لخوف الموتِ مفعول له.
وقوله تعالى: {فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا} قيل: يجوزُ أن يكونَ اللَّهُ تعالى أسمعَهم كلامَ بعضِ ملائكته: موتوا، فماتوا.
(١) في (ر) و (ف): "عنه".
(٢) بعدها في (ر): "من".
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (٤/ ٤١٤).
(٤) رواها الطبري في "تفسيره" (٤/ ٤١٨) من رواية ابن جُريج عن ابن عباس، وفيها: كانوا أربعين ألفًا أو ثمانية آلاف.
(٥) انظر الأقوال السابقة في "تفسير الثعلبي" (٢/ ٢٠٣).