رفع بـ {مَنْ}؛ أي: مَن هذا الذي يُقرض؟ و {الَّذِي} صفة لـ {ذَا}، و {يُقْرِضُ} صلةٌ له.
والقرضُ في موضع الحقيقة: مالٌ يُقبَضُ (١) ببدلِ مثله من بعدُ، سُمِّيَ به؛ لأنَّ المعطي يُقرِضُهُ؛ أي: يُقطِعه مِن ماله، فيَدفعُه إليه، ومنه: المقراض، ومنه: قرضُ الفأرةِ الثَّوب، ومنه الانقراضُ، وهو الانقضاءُ والانقطاع، وقرضُ (٢) الشعر منه أيضًا، وهو قطعُ الشَّاعرِ الكلامَ مِن المنثور بالقافيةِ والوزنِ، والشِّعرُ: قريضٌ، وقُراضاتُ الثَّوبِ والذَّهبِ والفضَّة: ما يُقرَضُ بالمِقراض؛ أي: يُقطَع.
وقوله: {قَرْضًا} ظاهرُه اسمٌ للمُعطى، ويجوز أن يكونَ مصدرًا لقوله: {يُقْرِضُ}، وإن كان ذلك من المتشعِّبِ، وهذا من الثُّلاثيِّ، كما في قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا} نوح: ١٧؛ لأنَّ الأصلَ هو الثُّلاثي، فيجوزُ ردُّ المصدرِ إليه عند وضوحِ المرادِ بذكرِ الفعل.
وقوله {حُسْنًا}؛ أي: جميلًا، وهو نعتُ القرضِ، والمرادُ مِن القَرضِ في هذه الآية هو أنْ يَقطعَ بعضَ مالِه، فيُعطيَهُ الفقيرَ؛ طلبًا لرضى اللَّه تعالى، وأملًا لثوابِ اللَّه.
والحَسَنُ عند ابن عباس رضي اللَّه عنهما: أن يُعجِّلَه ويَسترَه ويَستصغرَهُ.
وقيل: هو ألَّا يَمُنَّ على الفقير ولا يؤذيه، كما قال: {ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى} البقرة: ٢٦٢.
وقيل: هو أن يَقطعَ قلبَهُ عنه.
(١) في (ر): "يقرض".
(٢) في (ر) و (ف): "وقريض".