وقيل: معناه أنَّ اللَّهَ تعالى هو الذي فاوتَ بين الخلقِ، فوسَّعَ على بعضٍ، وضيَّقَ على بعضٍ، فليُنفق كلُّ إنسانٍ ممَّا أعطاهُ اللَّه، قلَّ أو كثُرَ، ولا يَمتنعنَّ المقلُّ استقلالًا لما يُعطي، أو اتَّكالًا على أنَّه غيرُ (١) موسَّعٍ عليه، أو قولًا: إنَّ الموسَّعَ عليه أولى به منه، فكم من موسَّعٍ عليه يَتخلَّفُ عن المضيَّقِ عليه في الصَّدقةِ والنَّفقةِ، ولكلٍّ عندي (٢) ثوابه.
وقيل: اللَّهُ يوسِّعُ على الغنيِّ، ويُضيِّقُ على الفقير؛ فلا يَنظرنَّ المعطي إلى فضلِ نفسِه بما يُعطي، ولا يَحقرنَّ الفقيرَ بما يأخذُه منه وحاجتِه إليه؛ فإنِّي أنا الموسِّعُ على الغنيِّ، والمضيِّقُ على الفقير، فليكن النَّظرُ إلى حكمي وفضلي.
وقيل: واللَّهُ تعالى يبسطُ؛ أي: يُوفِّقُ له مَن يشاءُ، ويَقبضُ؛ أي: لا يُوفِّقُ من يشاء.
وقيل: يقبض إذا قبضَ حتى لا طاقةَ، ويَبسُطُ إذا بسطَ حتَّى لا فاقةَ.
وقال الإمام القشيري رحمه اللَّه: يَقبِضُ (٣) الصَّدقةَ مِن الأغنياء قبضَ قَبولٍ، ويَبسطُ عليهم بسطَ خلف.
وقيل: يَقبضُ على الفقراء؛ ليَمتحنَهُم بالصَّبر، ويَبسطُ على الأغنياء؛ ليُطالبَهم بالشُّكر.
وقيل: يقبضُ تسليةً للفقراء؛ لئلَّا يَروا التَّقتيرَ مِن الأغنياء، ويَبسطُ (٤) لئلَّا يَتقلَّدوا المنَّة مِن الأغنياء.
(١) في (ف): "أن غيره" بدل: "أنه غير".
(٢) في (ر): "عبد".
(٣) في (ف): "اللَّه يقبض".
(٤) في (أ): "ويبسطه".