وقيل: كانوا مؤمنين، لكن تعجَّبوا وتعرفوا وجهَ (١) الحكمةِ في تمليكِه، كما قالت الملائكة: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا} البقرة: ٣٠.
* * *
(٢٤٨) - {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
وقوله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ}؛ أي: علامةُ سلطَنتِه.
وقوله تعالى: {أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ} وكان قومُ جالوتَ أخذوا التَّابوتَ وذهبوا به، ودفنوهُ في مخرأة لهم، فابتلاهم اللَّهُ بالباسور، وفشا ذلك فيهم، فهلكَ أكثرُهم، وهلك خمسُ مدائن، فقالوا: ما ابتُلينا إلَّا بفعلِنا في التَّابوت، فاستخرَجوهُ، فوجَّهوه إلى بني إسرائيلَ على بقرةٍ.
وفي روايةٍ: كانوا وضعوهُ في بِيعةٍ لهم، فكانوا إذا أصبَحوا ودخلوا بِيعتَهم، رأوا أصنامَهم منكوسةً.
وقيل: وضعوهُ تحت صنمٍ لهم، فأصبحوا وهو فوق الصَّنم، فأخذوهُ وشدُّوه إلى رجلِ الصَّنمِ، فأصبحوا وقد قطعَ يدُ (٢) الصَّنم ورجلاه (٣).
وكان من بات فيها ونام، أتاهُ الفأرُ وقرض بطنَه، وأكلَ أمعاءَه، فماتَ، فلما
(١) في (ف): "أوجه".
(٢) في (أ) و (ف): "يد".
(٣) في (ر): "يدي الصنم ورجليه". وهي رواية وهب بن منبه، رواها عنه الطبري في "تفسيره" (٤/ ٤٥٩ - ٤٦١)، وما بعدها من رواية أخرى عن وهب، سأبينها.