كثُر ذلك أخذوهُ، وجَعلوهُ على عَجلةٍ، ووجَّهوا الثَّورَ إلى بني إسرائيل، فبعثَ اللَّهُ تعالى ملائكةً فساقوه، فإذا التَّابوتُ بين أظهرِهم، فذلك قولهُ تعالى: {أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ} (١).
وقوله تعالى: {فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ}؛ أي: ما تَسكنُ به قلوبُكم، ويَقوى (٢) رجاؤكم بالنُّصرةِ (٣) والغَلَبة.
قال ابنُ عبَّاسٍ رضي اللَّه عنهما: السَّكينةُ دابَّةٌ قدر الهِرَّة، لها عينان لهما شعاع، إذا نظرَت إلى شيءٍ ذُعِرَ، وكانوا إذا حضروا بها العدوَّ أطلعَت رأسَها من التَّابوت، وحركت يديها، وصاحَتْ، فيولُّون هُرَّابًا من الرُّعب (٤).
وكان التابوتُ من عود اليلنجوج (٥).
وقيل: من الصَّندلِ مموَّهٌ بالذَّهب.
وقيل: من الشمشاد (٦) الذي يتخذ منه الأمشاط، قال اللَّه تعالى له: كن، فكان، كما قال لألواح موسى: كوني، فكانت من زُمرُّد (٧).
وقدرُ التَّابوتِ ما يحمِلُهُ رجلان.
(١) رواها الطبري في "تفسيره" (٤/ ٤٦٢ - ٤٦٣).
(٢) بعدها في (ف): "به".
(٣) في (أ): "في النصرة".
(٤) رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٢/ ٤٦٨) (٢٤٧٥).
(٥) "اليلنجوج": عود طيب الريح. انظر: "لسان العرب" (مادة: لجج).
(٦) في (ر) و (ف): "الشمشار". والشمشاد: شجر السرو، وتعريبه: شمشاذ. انظر "تاج العروس" (مادة: شمشذ).
(٧) في (ر) و (ف): "الزمرد".