وقوله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ} (١)؛ أي: في (٢) هذه القَصص التي فيها نقضُ العادات مِن الدِّلالات الواضحات.
وقوله: {نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ} أي: يقرؤها عليك جبريلُ بأمرِنا بالصِّدقِ، وهذا كما قال: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا} يس: ١٢ ثم قال {إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ} يونس: ٢١.
وقوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} ودلالةُ رسالتِك أنَّك تُخبِرهُم بهذه القَصص، ولا تُعلَم إلَّا بإعلامنا إيَّاك، فليُصَدِّقوكَ بأنَّك (٣) رسولُ اللَّه، والرَّسولُ صادقٌ.
* * *
(٢٥٣) - {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ}.
وقوله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}: أي: هؤلاء الرسلُ المذكورون في قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ}، أو الرسلُ المذكورون في هذه السورة من آدمَ إلى داود، أو الرسلُ المذكورون في جميع القرآن، سَوَّى بينهم في اسم الرسالة تم بيَّن فضلَ بعضهم على بعضٍ في معاني وراء الرسالة (٤)، وهذا كالمؤمنين يستوون في صفة الإيمان ويتفاوتون في الطاعة بعد الإيمان.
وقوله: {فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}؛ أي: في مقاماتهم ودرجاتهم بعد الرسالة.
(١) بعدها في (أ): "نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ".
(٢) لفظ: "في" ليس في (أ).
(٣) في (أ): "فإنك".
(٤) "ثم بين فضل بعضهم على بعض في معاني وراء الرسالة": من (أ).