وقيل: {لَا بَيْعٌ فِيهِ}؛ أي: لا بيعٌ فيه ولا شراءٌ، ومعناه: لا فداءَ فيه ولا افتداءَ.
وقيل: هذا يومُ الموت؛ كما قال {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ} المنافقون: ١٠، فيكون هذا في حقِّ المؤمن والكافر، ولا يَدفع الموتَ خليلٌ ولا شفيعٌ، وعلى القول الأول يكون في حقِّ الكفار (١): أن الخليل لا يَنفع والشفيعَ لا يَشفع، والمؤمنون بخلاف ذلك.
وقوله تعالى: {وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ}: أي: هم الضارُّون أنفسَهم حيث أَوردوها هذا المورد، فلا تنفعُهم خلةُ خليلٍ ولا شفاعةُ شفيعٍ.
وقيل: هم الظالمون أنفسَهم بتركهم التقديمَ ليومِ حاجتهم.
وقيل: هم الواضعون الأمرَ في غير موضعه، الرَّاجُون الشفاعة ممن لا يملكُ لهم ضرًّا ولا نفعًا، وهي (٢) آلهتُهم التي يعبدونها ويقولون: هؤلاء (٣) شفعاؤنا عند اللَّه.
وقيل: هم الظالمون المانعون الحقَّ مَن يستحقُّه، الممتنعون عن الإنفاق في سبيل اللَّه تعالى ونصرةِ دين اللَّه.
وقال نفطويه (٤): هم الظالمون؛ أي: هم أظلمُ الظَّلَمة، كما يقال: الشجاع هو الذي يقاتل عن غيره؛ أي: ذلك نهايةُ الشجاعة.
* * *
(٢٥٥) - {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}.
(١) في (ر): "الكافر في" وفي (ف): "الكافر" بدل: "الكفار".
(٢) في (أ) و (ف): "وهم".
(٣) في (ف): "هم".
(٤) هو إبراهيم بن محمد بن عرفة الملقب بـ: نِفطويه، توفي سنة (٣٢٣ هـ).