يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ} العنكبوت: ٢٥؛ أي: يتبرأُ بعضُكم من بعضٍ، والكفرُ المطلقُ هو جحود الحق والتبرُّؤ منه.
والطاغوت: كلُّ ما عُبد من دون اللَّه مما (١) هو مذمومٌ في نفسه، ولا يَرِدُ عليه عيسى عليه السلامُ؛ لأنَّا قيَّدناه (٢) بالذَّم، وذلك لدلالة الاسم عليه فإنه من الطغيان، وهو مجاوزةُ الحدِّ في الشر.
وأصله: طَوَغُوت، وذلك مقلوبُ (٣) طَغَوُوت على وزنِ فَعَلوت، كالملَكوت والجبَروت، قُلب ثم جُعلت الواوُ ألفًا لفتحةِ ما قبلَها.
قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: الطاغوت هو الشيطانُ والكاهنُ والصنمُ، فإن كلَّ كاهنٍ معه شيطان.
وقيل في قوله {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} النساء: ٥١: الجبتُ حييُّ بنُ أَخْطَبَ، والطاغوتُ كعبُ بن الأشرف.
وقوله تعالى: {وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ} ذكَرَ التبرُّؤَ (٤) عن غير اللَّه أولًا، ثم التصديقَ باللَّه تعالى (٥).
وقوله تعالى: {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى}: الاستمساك: التمسُّك، وهو الاعتصام باللَّه تعالى (٦)، والعُروة: العُلقة، والوُثقى: تأنيثُ الأَوْثَقِ، وعروةُ الدلو
(١) في (أ) و (ر): "بما".
(٢) في (ر) و (ف): "قيدنا عليه".
(٣) في (ف): "مقلوب من".
(٤) في (أ): "التبري".
(٥) في (أ) و (ف): "ثم التولي إلى اللَّه تعالى".
(٦) "باللَّه تعالى" من (ر).