وقال السديُّ: هي المضروبةُ المنقوشةُ.
وقال يمان بنُ رئاب: القناطيرُ: الأموالُ فوق الأرض، والمقنطرةُ: المدفونةُ.
وقال الضحاك: هي المحصَّنة المحكَمة المجموعة المنضَّدةُ بعضها فوق بعض (١).
وقوله تعالى: {مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ}: أي: القناطيرِ مِن هذين الجنسين.
وقوله تعالى: {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ}: الخيل: الأفراس، لا واحدَ لها مِن لفظها، واشتقاقها مِن الخُيَلاء؛ لاختيالها في مشيها (٢)، ومِن التخيُّل؛ فإنَّها تتخَّيل في عينِ صاحبها أعظم منها؛ لتمكُّنها في قلبه.
و {الْمُسَوَّمَةِ}: المرعيَّةُ، وقد سامَت السائمةُ؛ أي: رَعَت، وأَسامها وسوَّمها صاحبُها؛ أي: رعاها.
وقيل (٣): المحسَّنة، وهي مِن السِّيما.
وقيل (٤): المُعَلَّمَة، قال تعالى: {بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ} آل عمران: ١٢٥.
وقيل: أي: المعدَّة للقتال، قال لبيد:
= (١/ ٣٧٦)، و"البسيط" للواحدي (٥/ ٩٦)، و"تفسير العز بن عبد السلام" (١/ ٢٥٥). ولعل المراد بقوله: "المجعولة كذلك"؛ أي: المجموعة قنطارًا قنطارًا. انظر: "مفردات الراغب" (مادة: قطر)، وفيه: {وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ}؛ أي: المجمو عة قنطارًا قنطارًا، كقولهم: دراهم مدرهمة، ودنانير مدنَّرة.
(١) انظر هذه الأقوال في "تفسير الطبري" (٥/ ٢٥٤ - ٢٦٠)، و"تفسير السمرقندي" (١/ ٣١٦)، و"تفسير الثعلبي" (٣/ ٢٣ - ٢٤)، و"النكت والعيون" (١/ ٣٧٦)، و"البسيط" للواحدي (٥/ ٩٢ - ٩٦).
(٢) في (أ): "مشيتها".
(٣) في (ف): "وهي".
(٤) في (ر) و (ف): "وهي".