ريشٍ، وله سنٌّ، ولا (١) يبصرُ في ظلمة اللَّيل ولا في ضوء النَّهار (٢)، ويبصرُ فيما بين ذلك.
قوله تعالى: {وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ}؛ أي: أُصِحُّ.
وقد بَرَأَ العليل يَبْرَأُ بُرْءًا -بضم باء المصدر- من باب صَنَعَ؛ أي: صحَّ من علَّته.
وبرأَ اللَّهُ الخلقَ برءةً -بفتح باء المصدر- من باب صنع أيضًا؛ أي: خَلَق.
وبَرِئَ من الدَّين براءةً، من باب علم؛ أي: سقط عنه.
وبَرِئَ منه براءةً؛ أي: تبرَّأ كذلك أيضًا.
والأكمَهُ: الذي وُلِدَ أعمى.
قوله تعالى {وَالْأَبْرَصَ}: أي: الذي به بَرَصٌ، وهو بياضٌ الجلدِ، ولا يزول بالعلاج.
قوله تعالى: {وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ}؛ أي: أدعو اللَّه فيُحيي الموتى بدعائي، وهو من صنعِ اللَّهِ تعالى، وذكر {بِإِذْنِ اللَّهِ} فيما لا يدخل في قدرة العباد؛ إثباتًا ذلك صفةً للَّه تعالى ونفيًا عن نفسه.
قال الحسينُ بنُ الفضلِ: علم أنَّه يُعبَد ويُتَّخَذُ إلهًا، فنفى عن نفسه الإلهيَّة؛ قطعًا لِحُججِهم عندَ اللَّه تعالى.
وقال الكلبيُّ: كان يحيي الميت باسم اللَّه الأعظم: يا حيُّ يا قيُّومُ (٣).
(١) "لا" ليس في (ف).
(٢) في (أ) و (ف): "بياض النهار". ووقعت العبارة في (ف) هكذا: "ويبصر في ظلمة الليل لا في بياض النهار"، وهو خطأ، بدليل قوله بعده: "ويبصر فيما بين ذلك". وهو موافق لما ذكره القرطبي وأبو حيان وإسماعيل حقي والآلوسي في تفاسيرهم حيث قالوا: ولا يبصر في ضوء النهار ولا في ظلمة الليل، وإنما يرى في ساعتين: ساعة بعد غروب الشمس، وساعة بعد طلوع الفجر قبل أن يُسفر جدًّا.
(٣) انظر: "تفسير الثعلبي" (٣/ ٧٣)، و"التفسير البسيط" للواحدي (٥/ ٢٧٣).