وقيل: {وَمُطَهِّرُكَ}؛ أي: مُبعدُك عنهم، فلا تسمع منهم كفرًا ولا تراه، يُقالُ: طهَّرَ اللَّهُ الأرضَ مِن فلان.
وقيل: أي: مبرِّئُك من العيوب التي قالوا فيك، ومنزِّهُك عن ذلك.
قوله تعالى: {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}: أي: أهلَ التَّوحيد والإيمان باللَّه، دونَ مَن كذَّبه أو كذَبَ عليه، وقد جعل اللَّه المؤمنين فوق الكافرين بغلَبَة الحُجَّةِ، قال اللَّه تعالى: {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} التوبة: ٣٣.
وقيل: بالقَهْر والسُّلطان، وقد جعلَ أهلَ الرُّوم فوق اليهود بالقهر والسلطنة (١) إلى يوم القيامةِ؛ أي: ولا يكون لليهود مملكةٌ (٢) إلى يوم القيامة.
قولُه تعالى: {ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ}: أي: مصيركم في الآخرة.
قوله تعالى (٣): {فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}: أي: بتحقيق وعد المؤمنين ووعيد الكافرين.
وقيل: بإظهار المحقِّين والمبطِلين.
وقيل: ذلك بتسويد بعض الوجوه وتبييض بعضها.
وقيل: بإعطاء الكتب بالأيمان والشَّمائل.
* * *
(٥٦) - {فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ}.
(١) في (ف): "والسلطان".
(٢) في (ر): "أي وتكون مملكته".
(٣) "قوله تعالى" ليس في (أ).