أنا؛ لأنَّ آياتِهم كانت حسَّيةً يفقهُها كلُّ أحدٍ، وآياتي (١) عقليَّةٌ لا يفهمها (٢) إلَّا الخواصُّ مِن النَّاس (٣).
أو هو خطابٌ للمؤمنين: مثل ما أوتيْتُم مِن الحججِ والبيِّنات الَّتي توضِّح أنَّ الحقَّ في أيديكم.
وقيل: هما كلامان من اليهود، ولهما جوابان:
أحدهما: {وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ}، وجوابه: {قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ}.
والثَّاني: مع إضمار (ولا تؤمنوا) {أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ}، وجوابه: {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ}.
وقيل: لا إضمار ثانيًا، وتمَّ كلام اليهود بالأوَّل، والثَّاني (٤) جوابٌ، وإعادة {قُلْ} لطول الكلام، أو التَكريرُ للتَّأكيد والتَّقرير.
وقيل: {أَوْ يُحَاجُّوكُمْ}: {أَوْ} للغايةِ، كما يُقال: (كُلْ أو تشبعَ) بالنَّصب، و: (لا تفارقْهُ أو (٥) يعطيَكَ حقَّكَ)، وتقديرُ الكلامِ: لا تصدقوا أن يُؤتى أحدٌ مثل ما أوتيْتُم
(١) في (ف): "وآياتك". وفي "التأويلات": (وآيات رسول اللَّه).
(٢) في (ر) و (ف): "يفقهها"، والمثبت من (أ) و"التأويلات".
(٣) انظر: "تأويلات أهل السنة" (٢/ ٤٠٥).
(٤) في (أ): "والباقي".
(٥) في (ف): "حتى"، وهي معنى (أو) على هذا القول. قال الثعلبي في "تفسيره" (٣/ ٩٢): وقال الفرّاء: ويجوز أن يكون (أو) بمعنى (حتّى) كما يقال: تعلَّقْ به أو يعطيَك حقّك؛ أي: حتى يعطيك حقّك، وقال امرؤ القيس:
فقلت له لا تبك عينك إنّما... نحاول ملكا أو نموت فنعذرا
أي: حتى نموت. وانظر التعليق الآتي.