الشَّرعُ والعقل، وهو الموافقة {وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}: وهو (١) ما استقبحه الشَّرع والعقل، وهو المخالفة.
وعلى هذا (٢) انتظامُ هذه الآية بما قبلَها، ثم يقع ذلك على كلِّ خيرٍ وكلِّ مستحسَنٍ شرعًا وعقلًا بعمومِه.
وقيل: الخيرُ: الطَّاعة، والمعروفُ: ما وافقَ الكتاب والسنَّة، والمنكرُ: ما خالف الكتاب والسنَّة.
وقيل: المعروفُ: كلُّ الطَّاعات، والمنكرُ: كلُّ المعاصي.
وقال الضحَّاك: المعروفُ: التَّوحيد، والمنكرُ: الكفر (٣).
قوله تعالى: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}: أي: النَّاجون ممَّا خافوا، والواصلون إلى ما رَجُوا، وقد مرَّ تفسير الفلاح بوجوهه في أول سورة البقرة.
ودلَّ قوله: {مِنْكُمْ} وهي (٤) للتَّبعيض: أن الأمر بالمعروف إذا قام به البعض سقط عن الباقين، وهو على مَن علم ذلك وقدر عليه دون الكلِّ؛ قال تعالى: {لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ} المائدة: ٦٣.
(١) في (أ) و (ف): "هو".
(٢) في (أ): "وهذا على".
(٣) رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٣/ ٧٣٣) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما، رواه الطبري في "تفسيره" (١٦/ ٥٨٨) عن أبي العالية.
ولم نقف على هذا القول عن الضحاك، لكن روي عنه في تفسير الآية قوله: هم خاصة أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهم خاصة الرواة. رواه الطبري في "تفسيره" (٥/ ٦٦٢)، وابن المنذر في "تفسيره" (١/ ٣٢٥). و (خاصة الرواة) قال ابن كثير: يعني: المجاهدين والعلماء. وقال الثعلبي والبغوي: الرواة الدعاة الذين أمر اللَّه عز وجل بطاعتهم.
(٤) في (أ): "وهو".