وللكفَّار الَّذين بُعِثَ فيهم رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (١)؛ قال تعالى: {كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ} الرعد: ٣٠، وهم أمَّة الدَّعوة، والأوَّلون أمَّة الإجابة.
٦ - وللإمام: قال تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} النحل: ١٢٠.
٧ - وللطَّريقة: قال تعالى: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ}؛ أي: أُولو طريقة قيِّمة.
٨ - وللصنف: قال تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ} الأنعام: ٣٨.
٩ - وللمدَّة: قال تعالى: {وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ} هود: ٨.
١٠ - وللحين: قال تعالى: {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} يوسف: ٤٥.
وسببُ نزول الآية: ما روي أنَّ مالك بن الصَّيف ووهب بن يهوذا اليهودِيَّيْن قالا (٢) لابن مسعودٍ وأبيِّ بن كعبٍ ومعاذ بن جبلٍ رضي اللَّه عنهم: إنَّ ديننا خيرٌ من دينكم الذي (٣) تدعوننا إليه، ونحن خيرٌ منكم. فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية (٤).
قوله تعالى: {أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قيل: أي: ذُكِرَتْ لمن سلفَ مِن النَّاس.
(١) في (أ): "بعث فيهم محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-".
(٢) في (ر): "مرَّا بيهوديين فقالا"، وهو خطأ.
(٣) في (ر) و (ف): "خير مما".
(٤) انظر: "تفسير مقاتل" (١/ ٢٩٥). وذكره الثعلبي في "تفسيره" (٣/ ١٢٦) عن عكرمة ومقاتل. ورواه الطبري في "تفسيره" (٥/ ٦٧٢) عن عكرمة مختصرًا بلفظ: (نَزلتْ في ابنِ مسعودٍ، وسالِمٍ مولَى أبي حذيفةَ، وأُبيِّ بنِ كعبٍ، ومُعاذِ بنِ جَبَلٍ)، وكذا رواه ابن المنذر في "تفسيره" (١/ ٣٣٢) لكنه ذكر بدل سالم مولى أبي حذيفة: عمار بن ياسر. وكلاهما من طريق ابن جريج عن عكرمة، قال الحافظ في "الفتح" (٨/ ٢٢٥): وهذا موقوف فيه انقطاع.