وقال مقاتل: {تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ}؛ أي: الإيمانِ باللَّه، {وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}؛ أي: الشِّرك باللَّه (١).
وقيل: المعروف الطَّاعة، والمنكر المعصية.
وإنَّما قيل للحسن معروفٌ -مع أنَّ القبيح قد يُعرَف أنَّه قبيحٌ- لأنَّ القبيحَ وإنْ عُرِفَ فهو كما (٢) لا يُعرَف لخموله وسقوطه، والحسن بمنزلة النَّبيه (٣) الَّذي يُعرف لجلاله وعلوِّ قدره.
وقال الإمامُ أبو منصورٍ رحمه اللَّه: المعروف والمنكر يتوجَّه إلى (٤) ثلاثة أوجهٍ:
١ - المعروف: هو المعروف في العقول الَّذي تستحسنه العقول، والمنكر: هو الَّذي قبَّحته العقول وأنكرته.
٢ - ويحتمل أنْ يكون المعروفُ: هو الَّذي عُرِفَ بالآيات والبراهين أنَّه حسنٌ، والمنكرُ: ما عُرِفَ بالحُججِ أنَّه قبيحٌ.
٣ - ويحتمل أنَّ المعروفَ: هو الَّذي جرى على ألسنِ الرُّسلِ أنَّه حسنٌ، والمنكرُ: هو الذي أنكروه ونهوا عنه.
وعلى الوجوه الثَّلاثة يُخرَّج معنى الآية (٥).
وقال سفيانُ بن عيينة: هذا على الشَّرط: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ} ما أمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر (٦).
(١) انظر: "تفسير مقاتل" (١/ ٢٩٥)، وروى ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٥/ ١٥٨٢) نحوه عن أبي العالية.
(٢) في (أ): "مما".
(٣) في هامش (أ): "من نبه ينبه نباهة؛ أي: صار مشهورًا".
(٤) "إلى": من (ف).
(٥) انظر: "تأويلات أهل السنة" (٢/ ٤٥٥).
(٦) رواه الطبري في "تفسيره" (٥/ ٦٧٣)، وابن المنذر في "تفسيره" (٨٠٨)، عن مجاهد.