وعن عمرَ (١) أنَّه قال: مَنْ سرَّه أنْ يكون مِن تلك الأمَّة فليؤدِّ شرط اللَّه فيها (٢)؛ إشارةً إلى هذا.
وعن عمرَ أيضًا أنَّه قال: لو شاء اللَّه لقالَ: (أنتم خير أمَّةٍ) فكنا كلُّنا (٣).
وعن الحسن أنَّه قال: قد كانت واللَّه هذه الأمَّة مغ هكذا (٤)؛ أشار إلى أنَّ هذه الصِّفةَ للصدر الأوَّل.
قوله تعالى: {وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}؛ أي: تدومون على الإيمان به.
قوله تعالى: {وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ}: أي: اليهود بمحمَّدٍ {لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} من الإقامة على الكفر.
{مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ}: أي: عبد اللَّه بن سلام وأصحابه {وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ}؛ أي: الخارجون (٥) عن الأمر بالإيمان.
وقال الإمام أبو منصورٍ رحمه اللَّه: لا يُشْكلُ (٦) أنَّ الإيمان خيرٌ من الكفر، والمراد من الآية: أن علماء أهل الكتاب تمسَّكوا بالكفر لوجهَيْن:
أحدهما: أنهم كانوا أهلَ (٧) عزٍّ وشرفٍ وعلمٍ ينتابُ الناس إليهم، فخافوا
(١) في (ر): "عمر أيضًا".
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (٥/ ٦٧٢).
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (٥/ ٦٧١)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٣/ ٧٣٢).
(٤) رواه الطبري في "تفسيره" (٥/ ٦٧٥)، وابن المنذر في "تفسيره" (١٨٠٦).
(٥) في (أ): "خارجون".
(٦) في "التأويلات": (لا شك).
(٧) في (ر) و (ف): "على".