وقال الكلبيُّ: {حَسَنَةٌ}؛ أي: ظفرٌ وغنيمةٌ كما في يوم بدرٍ، و {سَيِّئَةٌ}؛ أي: قتلٌ وهزيمةٌ كما في يوم أحد (١).
قوله تعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا}؛ أي: على ما أمرتم {وَتَتَّقُوا}؛ أي: عمَّا نهيتم.
وقيل: أي: وإن تصبروا على أذاهم، وتتَّقوا موالاتهم.
قوله تعالى: {لَا يَضُرُّكُمْ}: قرأ ابن كثيرٍ ونافع وأبو عمرو بكسر الضَّاد وسكون الرَّاء، من ضارَ يَضِير، وجزمُه لأنَّه جوابُ الشَّرط.
وقرأ الباقون بضم الضَّاد والرَّاء وتشديدها (٢)، من ضرَّ يَضُرُّ، وهو في موضع الجزم، وحرِّك لاجتماع الساكنين، وضُمَّ إتباعًا لِمَا قبله.
وقرأ عاصمٌ في روايةٍ بفتح الرَّاء (٣)؛ لأنَّها حركةٌ ضروريَّةٌ، فجُعلَتْ بالفتحة الَّتي هي (٤) أخفُّ الحركات.
قوله تعالى: {كَيْدُهُمْ}: هو الاحتيالُ للإيقاع في الهلاك.
يقولُ: إنْ صبرتم على الطَّاعة (٥) واتَّقيتم المعصية، لم يَنَلْكم ما يريدون بكم من الهلاك.
قوله تعالى: {شَيْئًا}؛ أي: شيئًا من الضرر، نصبٌ على المصدر (٦)، وقيل: أي: بشيءٍ، نصبٌ بنزع الخافض.
(١) ذكره السمرقندي في "تفسيره" (١/ ٢٦٧)، والماوردي في "النكت والعيون" (٢/ ٣٧٠).
(٢) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٢١٥)، و"التيسير" للداني (ص: ٩٠).
(٣) انظر: "المختصر في شواذ القراءات" لابن خالويه (ص: ٢٧)، و"إعراب القرآن" للنحاس (١/ ١٧٨).
(٤) في (ف): "بالفتح الذي هو" بدل: "بالفتحة التي هي".
(٥) في (ر) و (ف): "الطاعات".
(٦) "نصبٌ على المصدر" ليس في (ف).