وقيل: أي: بضمائرها، وهو كقولك: ذو مالٍ، وذات مالٍ، بمعنى: الصَّاحب والصَّاحبة، فهو نعتٌ لمؤنَّثةٍ (١) تصحب الصُّدور، فلذلك حُملَتْ على العداوة ونحوِها، وهو وعيد؛ أي: يَعلمُ فيُجازِي.
* * *
(١٢٠) - {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}.
قوله تعالى: {إِنْ تَمْسَسْكُمْ}: أي: إن تصبكم، كما في قوله تعالى: {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} ق: ٣٨، وقولهِ تعالى: {لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ} الحجر: ٤٨.
{حَسَنَةٌ}: أي: نعمةٌ وأُلفةٌ وغَلَبةٌ وغنيمةٌ وخصبٌ، ونحوُ ذلك من (٢) حالة مستحسنةٍ.
{تَسُؤْهُمْ}: أي: تحزنهم؛ يُقال: ساءه يَسوؤه؛ أي: أحزنه، وسرَّه يسرُّه خلافُ ذلك، فأما قولُهم: أساء إليه يسيء، فهو خلافُ الإحسان إليه.
قوله تعالى: {وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ}: أي: حالةٌ سيِّئةٌ: محنةٌ، أو فُرقةٌ، أو غلبةُ عدوٍّ (٣) وهزيمةٌ، أو جُدوبةٌ.
{يَفْرَحُوا بِهَا}: أي: يُسرُّوا بها، وهي (٤) في صفة المنافقين على قول مَن حمل الآيتَيْن قبْلها عليهم، وفي اليهود على قولِ مَن جعلها فيهم، وهي صفة الكلِّ لعداوة الكلِّ، وما (٥) ينبغي أن يُتَّخذ العدوُّ بطانةً.
(١) في (ر) و (ف): "مؤنثة".
(٢) في (أ): "ومن".
(٣) في (ر) و (ف): "عدو".
(٤) في (أ): "وهو".
(٥) في (ف): "ولا".