وقيل: بقوله: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} {لِيَقْطَعَ}.
وقيل: {يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ} بكذا (١) {لِيَقْطَعَ}.
وقيل: هو عطفٌ على قوله تعالى: {وَلِتَطْمَئِنَّ} حذف حرف العطف، كما يقال: فلان برَّني أكرمني أحسن إليَّ.
وقيل: هو متَّصلٌ بقوله: {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} {لِيَقْطَعَ طَرَفًا} وهو وعدٌ بالشَّرط.
وقوله تعالى: {طَرَفًا}؛ أي: قطعةً، وإنما قال: {طَرَفًا} ولم يقل: وسطًا، وإن كان ذلك قطعةً أيضًاح لأن القطع بأيدي المسلمين، وإنما يقطعون الَّذين يلونهم من الكفَّار، وهم طرفٌ لا وسطٌ.
وقيل: هذا في أهل بدرٍ، وهو كقوله تعالى: {وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ} الأنفال: ٧، وهو طرفٌ منهم، قاله الحسنُ وقتادةُ والرَّبيعُ (٢).
وقيل: صناديدهم وأشرافهم.
وقال السُّديُّ: هو يوم أُحُدٍ، قُتل منهم ثمانية عشر، وقُتل صاحبُ لوائِهم (٣).
قوله تعالى: {أَوْ يَكْبِتَهُمْ}: قال الخليلُ: الكَبْتُ (٤): هو صرع الشَّيء على وجهِه (٥).
(١) في (أ): "كذا"، وفي (ر): "كذلك".
(٢) رواه عنهم الطبري في "تفسيره" (٦/ ٤٠)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٣/ ٧٥٥ - ٧٥٦)، ورواه ابن المنذر في "تفسيره" (٩٠٠) عن قتادة.
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (٦/ ٤١).
(٤) "الكبت" من (ف).
(٥) انظر: "العين" (٥/ ٢٤٢) (مادة: كبت).