قوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}: أي: اتَّقوا اللَّه في الرِّبا لتفوزوا وتنجُوا من (١) عذاب آكل الرِّبا.
* * *
(١٣١) - {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ}.
قوله تعالى: {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ}: مرَّ تفسيره في أوائل (٢) سورة البقرة.
وتحذير المؤمنين عن النَّار الَّتي أُعدَّت للكافرين ردٌّ على المرجئة في قولهم: إن المؤمن لا يُعذَّب بالنَّار (٣) أصلًا، ولا يَضرُّ مع الإيمان ذنبٌ.
والآية ردٌّ على المعتزلة أيضًا في أنَّ المؤمن الَّذي هو صاحب كبيرةٍ يخلد في النَّار، واللَّه تعالى أخبر عنها (٤) أنها أعدت للكافرين، فلا يكون الخلود فيها للمؤمنين.
وقيل: معنى الآية هاهنا: واتَّقوا استحلالَ الرِّبا، فتكفروا، فتُعذَّبوا بالنَّار (٥) الَّتي أُعدَّت للكافرين.
وقيل: يُعذَّب اَكل الرِّبا بالنَّار الَّتي يُعذَّب بها الكفار (٦) -بظاهر هذه الآية- مُد ثم يخرج.
وقال بعضُ أهل المعرفة: نهى اللَّه تعالى الخلقَ عن الإقراض بشرط الأضعاف المضاعفة، واستقرض من عباده على الأضعاف المضاعفة؛ إظهارًا لكرمِه، وأنَّه لا
(١) في (أ): "عن".
(٢) في (ف): "أول".
(٣) "بالنار" من (أ) و (ف).
(٤) "عنها" ليس في (أ).
(٥) في (أ): "في النار".
(٦) في (ر): "الكافر".