يَنقص شيءٌ من خزائنه، ورحمةً (١) على خلقه، وصيانةً للعبد عن إلحاق الضَّرر به.
* * *
(١٣٢) - {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.
قوله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ}: أي: في تحريم الرِّبا {وَالرَّسُولَ}؛ أي: فيما بيَّن مِن وجوهه {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}؛ أي: لِتُرحَموا.
* * *
(١٣٣) - {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}.
قوله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ}: اتِّصالها بما قبلها: أنَّه يقول: وبادروا إلى سببِ مغفرةٍ من ربِّكم، وهو التَّوبة إن أخذتم الرِّبا، واستوجبتُم به النَّار، فتوبوا وسارعوا إلى نيل المغفرة بها.
وقال عطاءٌ: لا تصرُّوا على الذُّنوب، وأسرعوا إلى التَّوبة.
وقيل: هو المبادرة إليها قبل أن تموت، قال عليه السلام: "اغتنم خمسًا قبل خمسٍ. . . " الحديث (٢).
وقال محمد بن إسحاقٍ: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ} هذا في حربِ أحدٍ؛ أَمرَ النبيُّ
(١) في (ر) و (ف): "ورحمته".
(٢) رواه ابن المبارك في "الزهد" (٢)، والنسائي في "السنن الكبرى" (١١٨٣٢)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (٧٢٩)، من حديث عمرو بن ميمون مرسلًا. وصحح إسناده ابن حجر في "فتح الباري" (١١/ ٢٣٥).
ورواه الحاكم في "المستدرك" (٧٨٤٦) وصححه من حديث ابن عباس رضي اللَّه عنهما.