-صلى اللَّه عليه وسلم- أصحابَه أن يحفظوا مراكزهم كيلا يدخل الكمين عليهم، فترك الرُّماة المركز (١)، فدخلوا عليهم منه، فعاتبَهم اللَّه تعالى بهذا (٢).
قوله تعالى: {إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ}، قال الضحاك: هو الجهاد في دينِه.
وقال عثمان بن عفانٍ رضي اللَّه عنه: هو الإخلاص في العمل.
وقال عليُّ بن أبي طالبٍ رضي اللَّه عنه: هو أداء الفرائض.
وقال يمانٌ: هو الصَّلوات الخمس.
وقال أنس بن مالكٍ رضي اللَّه عنه: هو التَّكبيرة الأولى.
وقال أبو رَوقٍ: وسارعوا إلى الهجرة.
وقال أبو بكرٍ الورَّاق: إلى الطَّاعة.
وقيل: إلى الجمعات (٣) والجماعات (٤).
وقال الإمام القشيري رحمه اللَّه: النَّاس في المسارعة على أقسامٍ: فالعابدون يسارعون بأقدامهم في الطَّاعات، والعارفون يسارعون بهممهم (٥) في القُربات، والتَّائبون يسارعون بندمهم بتجرُّع الحسرات، فمَن سارع بقدمه
(١) في (ف): "فنزل الرماة عن المراكز".
(٢) روى نحوه الطبري في "تفسيره" (٦/ ٥٢)، وابن المنذر في "تفسيره" (١/ ٣٩٧)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٣/ ٧٦١). وانظر: "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ١٠٩).
(٣) في (ف): "الجمعة".
(٤) انظر هذه الأقوال في "تفسير الثعلبي" (٣/ ١٤٨)، وما تقدم بين معكوفتين منه. وقول أنس رواه ابن المنذر في "تفسيره" (٩٢١).
(٥) في (أ) و (ف): "بهمهم"، والمثبت موافق لما في "اللطائف".