قوله تعالى: {وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ}: أي: أَجْروا (١) على السُّفهاء من (٢) أموالهم ما يقيمهم من (٣) حوائجهم، واكسوهم قَدْرَ ما يحتاجون إليه، وأمسكوا الباقي.
قوله تعالى: {وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا}: أي: حسنًا في العقول؛ أي: عرِّفوهم أنَّكم إنَّما تَلُونَ أموالهم حفظًا عليهم وصيانةً عن الضَّياع، إلى أن يزول السَّفه عنهم، ويصيروا أحقَّ بأموالهم، فتدفعونها (٤) إليهم.
وعلى القول الآخَر: أي: قولوا للنِّساء والأولاد: إنِّي لو مِتُّ فهذا المال يكون لكم، وعلى هذا القول قيل (٥): أي: قولوا: في المال قلَّة، وفي العيال كثرة، ولولا ذلك لأعطيتُكم أكثر من هذا، فإنْ وسَّع اللَّه عليَّ وسَّعْتُ عليكم، فإنَّ مع العسر يسرًا.
وقال الزَّجَّاجُ: أي: علِّموهم أمرَ دينِهم مع الإطعام والكسوة (٦).
* * *
(٦) - {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا}.
قوله تعالى: {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى}: أي: اختبروا اليتامى وامتحنوهم بدفع بعض
(١) في (أ): "أجزوهم".
(٢) في (ر) و (ف): "في".
(٣) في (ر): "في".
(٤) في (ف): "فتدفعوها".
(٥) في (أ): "وقيل"، بدل: "وعلى هذا القول قيل".
(٦) انظر: "معاني القرآن" للزجاج (٢/ ١٤).