وقوله تعالى: {وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (١٦٨) إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ} بخلاف ما قال في حقِّ المؤمنين: {يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} يونس: ٩.
وقال عطاء: أي: إلَّا طريق اليهوديَّة الذي هو طريقُ أهلِ جهنَّم.
وقوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}؛ أي: في جهنم.
وقوله تعالى: {وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا}؛ أي: كان تخليدُهم في جهنَّم عليه هيِّنًا، فهو قادرٌ على الكمال، لا يَتعذَّرُ عليه شيءٌ، ولا يَخرجُ عن قدرته مقدورٌ، ثمَّ ليس هذا بإجبارٍ على الكفرِ، ولا منعٍ عن الإيمان، لكنَّه خذلانٌ لهم بسبب اختيارِهم ذلك.
* * *
(١٧٠) - {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}.
وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ} الباءُ للتَّعديةِ، و"الحق" مفعولٌ به.
وقال الكلبيُّ رحمه اللَّه: الحقُّ: شهادة أن لا إله إلا اللَّه. وقيل: هو القرآن.
وقوله تعالى: {فَآمِنُوا} أي: صدِّقوا.
وقوله تعالى: {خَيْرًا لَكُمْ} قيل: أي: لخيرٍ (١) لكم، ولأجل خيرٍ لكم.
وقيل: هو نصبٌ على الدُّعاء؛ أي: أصبتُم خيرًا لكم.
وقال قطرب: أي: فآمِنوا يَكُن خيرًا لكم (٢).
(١) في (أ): "بخير"، وقوله: "قيل: أي: لخير لكم" ليس في (ف).
(٢) ذكره الواحدي في "البسيط" (٧/ ٢٠٣).