وقال الأخفش: تقديره: اعملوا خيرًا لكم (١).
وقيل (٢): فآمنوا إيمانًا خيرًا لكم؛ أي: هو أحمدُ عاقبةً مِن الكفر.
وقوله تعالى: {وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}؛ أي: فإن اللَّه غنيٌّ عن إيمانِكم؛ فإنَّ له ما في السَّماوات والأرض وما بينهما.
وقيل: أي: هو قادرٌ على أن يَخسِفَ بكم الأرض، وأنْ يُنزِلَ عليكم من السَّماء العذابَ فإنهما له.
وقوله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ}؛ أي: بمَن يؤمنُ وبمَن يكفر، {حَكِيمًا}؛ أي: لا يُسَوِّي بينهما في الجزاء.
وقيل: {عَلِيمًا} بأعمال العبادِ كلِّهم؛ مؤمِنهم وكافرِهم، وعليمًا بجزائِهم، {حَكِيمًا} في جميعِ ما يَحكُمُ به.
* * *
(١٧١) - {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا}.
وقوله تعالى: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ}؛ أي: لا تَجاوزوا حدَّ الحقِّ، وهو خطابٌ لليهود والنَّصارى جميعًا، وغُلُوُّ اليهودِ في إساءةِ القول في عيسى، بتسميته ولدَ الزِّنى، وغُلُوُّ النَّصارى في مدحِ عيسى، وهو قول اليعقوبيَّة
(١) انظر: "معاني القرآن" للأخفش (١/ ٢٦٩).
(٢) بعدها في (ر): "أي".