وقرأ إبراهيم بنُ أبي عَبْلة الشاميُّ برفع الدَّال وضمِّ اللام إتباعًا للدَّال (١).
ويجوز في الوقف على "الحمد للَّه" القَصْرُ؛ وهو حذفُ الأَلِف التي بينَ اللَّامين والهاء، قال الشاعر:
أقبلَ سَيْلٌ جاءَ مِن أَمْرِ اللَّه... يَحْرِدْ حَرْدَ الجنَّة المُغِلَّهْ (٢)
وإثباتُ الألف أصحُّ وأفصحُ.
وقوله تعالى: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} قال ابنُ عباسٍ رضي اللَّه عنهما: أي: سيِّدِ العالَمين (٣).
وهو كقوله: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ}؛ أي: سيِّدِك.
وقيل: معناه: المالك، كما يقال: ربُّ الدار؛ أي: مالكُها.
وقال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- لرجلٍ: "أربُّ إبلٍ أنت أم ربُّ مالٍ وغنمٍ"، قال: من كلٍّ آتانيَ اللَّهُ تعالى (٤).
وقيل: هو المُصلِح المدبِّر، ومنه: ربَّةُ البيت، ومنه: الرَّبَّانيُّون؛ وهم
(١) انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٩)، و"المحتسب" (١/ ٣٧).
(٢) البيت بلا نسبة في "معاني القرآن" للفراء (٣/ ١٧٦)، و"مجاز القرآن" لأبي عبيدة (٢/ ٢٦٦)، و"الكامل "للمبرد (١/ ٧٤)، و"لسان العرب" (مادة: حرد غلل وأله). وعزاه ابن السيد في "شرح الكامل" لقطرب كما ذكر البغدادي في "خزانة الأدب" (١٠/ ٣٨٦)، وقال البكري في "شرح أمالي القالي" (١/ ٣١): قال أبو حاتم: هذا البيت مصنوع، صنعه من لا أحسن اللَّه ذكرَه. يعني: قطربًا. ومعنى: حَرَد حردَ الجنَّة: قصد قصدها، وأغلَّت الضيعة: أعطت الغلة.
(٣) أورده السمرقندي في "تفسيره" (١/ ٤١)، والماتريدي في "تأويلات أهل السنة" (١/ ٣٥٩).
(٤) رواه الإمام أحمد في "المسند" (١٧٢٢٨)، وابن حبان في "صحيحه" (٥٤١٦)، من حديث مالك بن نضلة الجشمي رضي اللَّه عنه.