وقوله تعالى: {وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ}؛ أي: يُخرِجُهم مِن ظُلماتِ الشِّركِ وهي أنواعٌ، إلى نورِ الإيمان وهو واحدٌ.
وقيل: أي: مِن الشُّكوكِ إلى اليقين.
وقيل: أي: من الجَهالاتِ إلى العِلْم.
وقيل: أي: من الضَّلالاتِ إلى الرُّشد.
وقيل: الإخراجُ هاهنا مجازٌ عن الحفظِ، فقد ذكرَ أوَّلًا: {يَهْدِي بِهِ}، وما بعد الهداية يكونُ حِفظًا.
وقوله تعالى: {وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}؛ أي: يُثبِّتُهم على الدِّين (١) الحقِّ القيِّم، ومنهم مَن جعلَ قوله: {يَهْدِي بِهِ}، {وَيُخْرِجُهُمْ}، {وَيَهْدِيهِمْ} شيئًا واحدًا والتَّكرار للتَّأكيد، والصَّحيحُ أنَّ الأوَّلَ إعطاءُ (٢) الهداية، والثَّاني: حفظُهم عن الغِواية (٣)، والثالث: إبقاؤهم عليه تجديدًا للفوائد.
* * *
(١٧) - {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
وقوله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} هذا
(١) في (ف): "الطريق".
(٢) في (ف): "أعطى".
(٣) في (أ): "عن الهداية" وكتب تحت: "عن": "على".