فقد رُويَ أنه يؤخَذُ من سيِّئات المظلومِ يوم القيامة فتحمَلُ على الظالم (١).
وقوله تعالى: {فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ}؛ أي: فتعذَّبَ بالنَّار إذا بُؤتَ بالإثم، وذلك جزاءُ مَن قتلَ نفسًا بغيرِ حقٍّ، واختارَ الدُّنيا على الآخرة، ومَن فعل ذلك، فقد نقصَ نفسَهُ حظَّها مِن ثوابِ اللَّه تعالى.
* * *
(٣٠) - {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
وقوله تعالى: {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ} يقال: طاعَ لفلانٍ كذا؛ أي (٢): أتاه طوْعًا منقادًا، وطَوَّعَ متعدٍّ له؛ أي: سهَّلَت له نفسُهُ قتلَ أخيه حتَّى فعلَ غيرَ خائفٍ، ولا مُتفكِّرٍ في عاقبتِه، فأطاعَ هواهُ، وقتلَ أخاهُ.
وقال قتادة: زَيَّنَت له نفسُه.
وقال مجاهدٌ: شجَّعتهُ (٣).
وقال أبو عبيد: أعانَتهُ على ذلك (٤).
وقال الكلبيُّ: تابعتهُ نفسُه على ذلك.
(١) روي في هذا المعنى أحاديث؛ منها ما رواه البخاري في "صحيحه" (٢٤٤٩) عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من كانت له مظلمةٌ لأخيه من عرضه أو شيء، فليتحلَّلهُ منه اليوم قبل أن لا يكون دينارٌ ولا درهمٌ، إن كان له عملٌ صالحٌ أخذَ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسناتٌ، أخذ من سيئات صاحبه فحُمِلَ عليه".
(٢) في (ف): "إذا".
(٣) قولا قتادة ومجاهد رواهما الطبري في "تفسيره" (٨/ ٣٣٧).
(٤) انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري (٣/ ١٠٥)، و"التفسير البسيط" للواحدي (٧/ ٣٤١).