أي: المحرَّكة، أو التي تميدُ (١) النَّاسَ حولَها، أو هي (٢) على حقيقتِها؛ أي: متحرِّكةٌ (٣) قابلةٌ للتَّحريك والنَّقل.
وقوله تعالى: {قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ}؛ أي: احذروا أنْ يكونَ سؤالُكم سؤالَ شكٍّ.
وقوله تعالى: {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}؛ أي: إذْ كنتُم مؤمِنين.
وقيل: هو على ظاهرِه، ومعناه: أنَّ الإيمانَ يوجِبُ التَّقوى، وقالوا: الحكمةُ في هذا الجواب مِن عيسى لهم كي يَقولوا ما يَدلُّ على إخلاصِهم وتَصديقِهم، وأنَّ سؤالَهم لم يكن عن ارتيابٍ، فلا يقعَ عند السَّامعين أنَّهم شاكُّون أو متعنِّتون، وذلك قوله تعالى: {قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا} كما قال إبراهيمُ عليه السلام حين قال: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}؛ أي: تَزولَ الخطَرَاتُ والوَساوِسُ والشُّبهات.
قوله: {أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا}؛ أي: نكونَ مخصوصين بهذه النِّعمة.
وقوله تعالى: {وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا}؛ أي: نَعلمَ صِدْقَك عِلْمَ عِيان، كما كنَّا علمناها علمَ استدلال.
وقوله تعالى: {وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ}؛ أي: على المائدةِ ونزولها شاهدين على الجاحدين، بوقوع العلم بالمشاهدة.
* * *
(١١٤) - {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}.
(١) كذا في (ر)، ولم ينقط حرف المضارعة في (ر).
(٢) في (أ): "أي هو" بدل من "أو هي".
(٣) من قوله: "أو التي تميد" إلى هنا ليس في (ف).