أي: أهم هم. ونظيرُه في القرآن: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ} البقرة: ٩؛ أي: أيُخادِعون اللَّهَ، {عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ} الأعراف: ١٩٤؛ أي: أعبادٌ، {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ} الشعراء: ٢٢؛ أي: أوَتلكَ نعمةٌ.
وقيل: أضمرَ فيه القولَ؛ يعني: يقولون: هذا ربِّي، وإضمارُ القول في القرآن كثيرٌ، منها: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا} البقرة: ١٢٧؛ أي: يقولون: ربَّنا.
قوله تعالى: {فَلَمَّا أَفَلَ}؛ أي: غاب، قال ذو الرُّمَّة:
مصابيحُ ليسَت باللَّواتي يَقودُها... نجومٌ ولا بالآفلاتِ الدَّوَالكِ (١)
وصدف (٢) مِن باب ضرب (٣) ودخل جميعًا.
قوله تعالى: {قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ}؛ أي: لا أُثني على الذي يَتعاقب عليه الأحوالُ، ويَعتريه التغيُّر والزَّوال باستحقاق الربوبيَّة، ولا أعطيهِ المحبَّة التي تَجِبُ للَّه الذي يَستحيلُ عليه الزِّيادةُ والنُّقصان، والذَّهابُ والإتيان.
* * *
(٧٧) - {فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ}.
وقوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا}؛ أي: طالعًا بارزًا، وثَمَّ قوم يَعبدون القمرَ،
(١) انظر: "ديوان ذي الرمة" (٣/ ١٧٣٤).
(٢) في (أ) و (ر): "والصرف".
(٣) في (ف): "صرف". ولم يظهر لي وجه ارتباط هذه العبارة بالكلام!!