وقيل: هو ردٌّ على بني مليح؛ قالوا: إنَّ اللَّهَ صاهر الجنَّ، فولدت له الملائكة، وهم بناتُه.
وقوله تعالى: {وَخَلَقَهُمْ}؛ أي: هو خلقَ الكُلَّ.
وقوله تعالى: {وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ}؛ أي: اختلقوا وافتروا عليه بنسبةِ البنين والبنات إليه، وقوله: {بِغَيْرِ عِلْمٍ}؛ أي: جهلًا.
وقيل: هم الذين قالوا: عزيرٌ ابن اللَّه، والمسيح ابنُ اللَّه.
وقوله تعالى: {سُبْحَانَهُ} أمرَ عبادَهُ بتنزيهِه عن ذلك، ونصبُه على المصدر.
وقوله تعالى: {وَتَعَالَى}؛ أي: تنزَّهَ {عَمَّا يَصِفُونَ}؛ أي: من الشَّريك والولد.
* * *
(١٠١) - {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.
قوله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}؛ أي: مبدِعُها، وقد فسَّرناه في سورة البقرة بأتمَّ مِن هذا (١).
وقوله تعالى: {أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ}؛ أي: أبدعَ السَّماوات والأرض، ومن فيهما، وما فيهما من الملائكةِ والجنِّ، وكلَّ ما أشرك هؤلاء باللَّه، فلا يجوزُ أنْ يُسوَّى به شيءٌ مِن خلقِه في العبادة، ولا يجوزُ أن يكون له ولدٌ؛ لأنَّ الولدَ إنَّما يُحتاجُ إليه للاعتضاد به، أو للخدمة منه، أو للاستئناس به، أو لبقاءِ الذِّكرِ به بعد موت الوالد، واللَّهُ تعالى يَتعالى عن ذلك كلِّه علوًّا كبيرًا.
(١) عند تفسير الآية (١١٧) منها.