وقد تريَّش فلانٌ؛ أي: صار له ما يعيش به، وقال الشاعر:
وريشي منكمُ وهَوَايَ معكمْ... وإنْ كانت زيارتُكم لِمَامَا (١)
ولما كان سترُ العورة أهمَّ ذكَرَه أولًا، ثم ذكَر ما يَستر كلَّ البدن، أو ذكَر اللباسَ ثم سائرَ أسباب المعاش.
وقوله: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى}: قرأ نافع وابن عامر: {ولباسَ التَّقوى} نصبًا عطفًا على لباسًا {وَرِيشًا}، والباقون بالرفع على الابتداء (٢).
وقال زيد بن عليٍّ: اللباس: هذا الذي تلبسونه (٣) يواري سوآتكم، وريشًا: الجَمال الذي تتجمَّلون به من الثياب، ولباس التقوى: الدرع والمِغْفَر والساعدان والساقان يُتوقَّى بها في الحروب (٤).
وقال قتادة والسُّدِّي وابن جريج: هو الإيمان (٥).
وقال الكلبيُّ: هو التوحيد والعفاف (٦).
وقال ابن عبَّاس وسعيد بن جبير رضي اللَّه عنهم: هو العمل الصالح (٧).
(١) البيت للراعي كما في "الكتاب" لسيبويه (٣/ ٢٨٧)، وليس في ديوانه، وهو في "ديوان جرير" (١/ ٢٢٥)، ودون نسبة في "معاني القرآن" للزجاج (٢/ ٣٢٨)، و"الزاهر" لابن الأنباري (١/ ٢٥٠)، و"مقاييس اللغة" (٢/ ٤٦٧).
(٢) انظر: "السبعة" (ص: ٢٨٠)، و"التيسير" (ص: ١٠٩). والنصب قراءة الكسائي أيضًا.
(٣) في (ر) و (ف): "تلبسون".
(٤) انظر: "تفسير الثعلبي" (ط: دار التفسير) (١٢/ ٣٢٧).
(٥) رواه عنهم الطبري في "تفسيره" (١٠/ ١٢٥).
(٦) ذكره الواحدي في "البسيط" (٩/ ٨٢)، وزاد: (لأن المؤمن لا تبدو له عورة وإن كان عاريًا من الثياب، والفاجر لا يزال تبدو له عورة وإن كان كاسيًا).
(٧) ذكره عنهما الواحدي في "البسيط" (٩/ ٨١)، ورواه عن ابن عباس الطبري في "تفسيره" (١٠/ ١٢٥).