وقوله تعالى: {قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا}: أي: افتقدناهم فما نرى لهم أعيانًا، ولا نرجو منهم مودة (١) ولا أعوانًا.
وقيل: {أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ}؛ أي: الأكابرُ الذين كنتم تستعينون بهم {قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا}؛ أي: شُغلوا عنا بأنفسهم.
وقوله تعالى: {وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ}: أي: اعترفوا بكفرهم بلفظة الشهادة التي هي لتحقيق الخبر.
* * *
(٣٨) - {قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ}.
وقوله تعالى: {قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ}: أي: يقول اللَّه تعالى لهم على ألسنة ملائكته يوم القيامة مُعْلِمين لهم بما يقعون فيه: ادخلوا (٢) في جملةِ مَن كان قبلَكم من كفَّار الجن والإنس الذين هم (٣) في النار.
وقال مقاتل: {فِي أُمَمٍ}؛ أي: مع أمم؛ كما في قوله: {فَادْخُلِي فِي عِبَادِي} (٤).
والإمام أبو منصور رحمه اللَّه يقول في قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ}: يحتمِلُ أنه أراد به خزنة جهنم، ومعنى {يَتَوَفَّوْنَهُمْ}؛ أي: يعذِّبونهم
(١) في (ف) و (أ): "معونة".
(٢) في (أ): "فيما دخلوا" بدل: "فيه: ادخلوا".
(٣) "الذين هم" ليس في (ف).
(٤) انظر: "تفسير مقاتل" (٣/ ٧٤١) و (٤/ ٢٢).