وقيل: تمثيل لرِفعةِ القَدْر (١)؛ قال النابغة الجَعْدي:
بلَغْنا السماء مجدُنا وفعالُنا (٢) ... وإنَّا لنرجو فوقَ ذلك مَظْهرا (٣)
وقال أبو تمَّامٍ الطائيُّ:
فتحٌ تفتَّحُ أبوابُ السماء له... وتَبْرُزُ الأرضُ في أثوابها القُشُبِ (٤)
قوله تعالى: {حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} قال ابن عباس: أي: حتى يدخل البعير في ثقب الإبرة (٥).
والسَّمُّ بفتح السين وضمِّها: ثقب (٦). وقرأ ابن سيرين بالضم (٧)، والعامة بالفتح.
والخِيَاط: المِخْيَط؛ قاله الفرَّاء (٨).
وهو تخييبٌ لهم عن دخول الجنة؛ أي: هذا لا يكون أبدًا كما لا يدخل الجملُ في سَمِّ الإبرة أبدًا، والجمل بحاله والسَّمُّ بحاله.
(١) انظر: "تأويلات أهل السنة" (٤/ ٤٢٠)
(٢) في (أ): "رفعًا لنا".
(٣) البيت في "ديوانه" (ص: ٥١ و ٦٨)، و"جمهرة أشعار العرب" (ص: ٣٧ و ٦٢٩)، و"الشعر والشعراء" (١/ ٢٨٠)، و"الزاهر" لابن الأنباري (١/ ١٧٥)، و"العقد" لابن عبد ربه (١/ ٣٠٨)، و"الموشح" للمرزباني (ص: ٣١٠)، واختلفت روايات صدره في المصادر مع بقاء محل الشاهد فيه.
(٤) البيت من قصيدته المشهورة في فتح عمورية.
(٥) رواه الطبري في "تفسيره" (١٠/ ١٩١).
(٦) في (أ): "خرق"، وفي (ف): "خرم".
(٧) انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٤٨ - ٤٩) عن أبي السمال.
(٨) انظر: "معاني القرآن" للفراء (١/ ٣٧٩).