الألواح (١)، قال تعالى: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} لأعراف: ١٤٥ وهو الذي قال: {إِنِّي آنَسْتُ نَارًا} طه: ١٠ وهو الذي نودي، فلذلك استخلفه (٢).
وقال الإمام القشيريُّ رحمه اللَّه: إن اللَّه تعالى أَسمع موسى كلامه أولَ ما خاطبه بالرسالة من غير وعدٍ ولا انتظارٍ، ثم وعده أن يُسمعه كلامه مرةً أخرى، وعلَّله بالوعد معلَّقًا بثلاثين ليلةً بعدما أخذ السماعُ الأولُ بمجامع قلب موسى صلواتُ اللَّه عليه، فعلَّق قلبَه بميقاتٍ معلوم فاطمأنَّ قلبه بالميعاد، فلمَّا مضت المدَّة زاده عشرًا في العِدَّة، وتأخيرُ وفاءِ الوعد غيرُ محبوبٍ إلا في طريقةِ الأحباب، فإن المَطْل عندهم أشهى من الإنجاز، وفي معناه أنشدوا:
أَمْطِليني وسَوِّفي... وعِدِيني ولا تَفِي
وأنشد الآخر في معناه (٣):
سعادُ لعَمْركُم لا تَهْجُرينا... ومَنِّينا المُنَى ثم امْطُلينا
عِدِينا في غدٍ ما شئتِ إنَّا... نحبُّ وإنْ مَطَلْتِ الواعِدِينا
فإمَّا تُنجِزي عِدَتي وإمَّا... أعيشُ بما أؤمِّل منكِ حينا
قال: ولمَّا أُمر بالذهاب إلى فرعون سأل اللَّه تعالى أن يُشرِكَ معه هارون، ولمَّا ذهب إلى الطور للمناجاة خلَّفه في قومه واستَخلفه، وهو موضع الاعتراض في الظاهر، ولكنْ لا اعتراضَ على الأكابر (٤).
(١) في (أ) و (ف): "والمعطى للألواح".
(٢) انظر: "تأويلات أهل السنة" (٥/ ٤).
(٣) في (أ): "وأنشدوا".
(٤) انظر: "لطائف الإشارات" (١/ ٥٦٣).