والمدينةِ، وستٌّ عند أهل الكوفة، وسبعٌ عند أهل البصرة؛ لاختلافهم في مواضعَ منها أنه تمامُ الآية أو وسطُها.
وفي بعضِ الأخبار: أنها لو كَملتْ (١) ثلاثَ مئةِ آيةٍ لتكلَّمت.
ومعناه: أن السورة آتيةٌ على أكثر الأحكام والأصولِ العِظام، وبقيت عدَّةُ أحكامٍ ذُكرت في غيرها، ولو كانت في هذه السورةِ لصرَّحت بجميع ما بالناس إليه حاجةٌ من علوم الدِّين.
وفي هذه السورة: خمسةَ عشرَ مَثَلًا، وخمسَ مئة حُكمٍ، وفيها أطولُ آيةٍ وهي آيةُ المدايَنة، وهي مئةٌ وثلاثون كلمةً، وفيها قريبٌ من عشرين حُكمًا.
قوله تعالى: {الم} (٢): وافتتاح (٣) هذه السورة بالحروف المقطَّعة، وتسعٌ (٤) وعشرون من سورِ القرآن مفتَتحةٌ بها.
وفي هذه الحروف -يعني: {الم} - التي افتُتحت بها هذه السورةُ قريبٌ من ثلاثين قولًا:
قال أبو بكرٍ الصدِّيق رضي اللَّه تعالى عنه: للَّه تعالى في كلِّ كتابٍ سرٌّ، وسرُّ اللَّه عز وعلا في القرآن (٥) هذه الحروف التي في أوائل السور (٦).
وقال عمرُ رضي اللَّه تعالى عنه: لكلِّ كتابٍ زينةٌ، وزينةُ القرآن حروفُ التَّهجِّي.
(١) في (ر): "لو تمت".
(٢) "قوله تعالى: {الم} ": ليس في (أ).
(٣) في (ف): "افتتحت".
(٤) في (ر) و (ف): "وسبع"، والصواب المثبت.
(٥) "القرآن": زيادة من (أ).
(٦) انظر: "تفسير الثعلبي" (١/ ١٣٦)، و"البسيط" للواحدي (٢/ ١٣)، و"تفسير البغوي" (١/ ٥٩).