وقوله تعالى: {اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ}: قال عطاء: كان أبو سفيان يعطي الناقة والطعامَ ليصدَّ الناس بذلك عن متابعةِ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (١).
وقوله تعالى: {إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}: أي: أعمالُهم هذه في نهاية السوء.
وقال القشيري رحمه اللَّه: مَن رضي من اللَّه بغيرِ اللَّه أَرخصَ في صَفْقته فخسِر في تجارته، فلا له بما آثَرَ على اللَّه استمتاع، ولا فيما دونه له إقناع، بقي عن اللَّه ولم يستمتِعْ بغير اللَّه، ألَا ذلك هو الخسران المبين (٢).
* * *
(١٠) - {لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ}.
وقوله تعالى: {لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً}: قد فسَّرناه، والأولُ في صفة (٣) ناقضي العهد، والثاني في صفة المشترِين بآيات اللَّه ثمنًا قليلًا.
وقيل: الأول على الخصوص لأنه قال: {فِيكُمْ}، والثاني على العموم لأنه قال: {فِي مُؤْمِنٍ}.
وقوله تعالى: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ}: أي: المجاوِزون حدودَ اللَّه تعالى، وهذا حثٌّ على قتالهم لسوء أعمالهم، وقال تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ} البقرة: ١٩٤.
* * *
(١١) - {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}.
(١) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٥/ ١٥)، والواحدي في "البسيط" (١٠/ ٣١٠).
(٢) انظر: "لطائف الإشارات" (٢/ ١١).
(٣) "صفة" ليس من (أ) و (ف).