اللَّهِ وَرَسُولِهِ} الآيات، وبقوله جلَّ جلالُه: {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً} يقول: فيهن وفي غيرهن.
* * *
(٣٧) - {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}.
وقوله تعالى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ}: أي: التأخير.
قيل: هو مصدر كالرحيل.
وقيل: هو فعيلٌ بمعنى المفعول، ومعناه: المؤخَّر؛ أي: الشهر المؤخَّر (١)، من قولهم: نسأ الشيءَ وأنسأه؛ أي: أخَّره، ومنه: النسيئة في البيع.
وقوله تعالى: {زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ}؛ أي: تأخيرُ حرمةِ المحرَّم إلى صفر بدعةٌ زائدة على بِدَع سائر الكفار.
وقوله تعالى: {يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا}: قرأ حمزة والكسائيُّ وعاصم في رواية حفصٍ بضم الياء وفتح الضاد (٢)؛ أي: الأتباع يَضِلون به بإضلال الرؤساء، على ما لم يسم فاعله.
وقرأ الحسن وجماعة بضم الياء وكسر الضاد (٣): يُضِلُّ الرؤساء به الأتباعَ.
(١) في (ف): "المؤخر".
(٢) انظر: "السبعة" (ص: ٣١٤)، و"التيسير" (ص: ١١٨).
(٣) انظر: "المحتسب" لابن جني (١/ ٢٨٨ - ٢٨٩). وهذه قراءة يعقوب من العشرة. انظر: "النشر" (٢/ ٢٧٩).