على فساده، ويعمِّي عليه طريقَ رشاده، والمؤمنُ يَنصر المؤمن؛ يبصِّره عيوبَه، ويقبِّح في عينه ذنوبه، فهو على السَّداد يُنْجده، ومن الفساد يُبْعده، والمنافقون يقبضون أيديهم لا يُنفقون في سبيل اللَّه، ولا يَجِدُّون في إعانة عباد اللَّه، ولا يأخذون بأيدي الضعفاء لوجه اللَّه، ولا يرفعون أيديهم في طلب الحوائج إلى اللَّه.
{نَسُوا اللَّهَ}؛ أي: تركوا طاعتَه وآثروا مخالفتَه {فَنَسِيَهُمْ}: تركهم وما يختارون؛ كما قال تعالى: {وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ} البقرة: ١٧ (١).
* * *
(٦٨) - {وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ}.
وقوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ}: أي: الذين يُظهِرون الإيمان ويضمِرون الكفر.
وقوله تعالى: {وَالْكُفَّارَ}: أي: المجاهرين به.
{نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ}: أي: واقعةٌ موقعَ ما استَحَقُّوه من الجزاء على كفرهم.
{وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ}: طردهم من رحمته {وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ}: دائم.
وقال القشيري رحمه اللَّه: لهم النار في الآجلة، والعذابُ المقيم في العاجلة، وتلك (٢) عذابُ الحُرقة، وهذه عذاب الفُرقة.
* * *
(١) انظر: "لطائف الإشارات" (٢/ ٤٣).
(٢) في (ر): "ذلك".