{وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ}: وهو خلافُ صفة المنافقين، هؤلاء يصلُّون وفي الصلاة ذكرُ اللَّه، وأولئك داوَموا على نسيان اللَّه.
{وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ}: وهو خلاف صِفة (١) المنافقين، فإنهم يقبضون أيديهم.
{وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} في كلِّ الأوامر والنواهي، فهو خلاف صفة المنافقين {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (٢).
{أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ}: بخلاف المنافقين (٣) {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ}.
وقوله تعالى: {أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} قال مقاتل: {عَزِيزٌ} في ملكه {حَكِيمٌ} في أمره (٤).
وقال القفَّال: {عَزِيزٌ}: منيعٌ قادرٌ على مجازاة المطيعين والعاصين {حَكِيمٌ} في توفيق المؤمنين وخذلان المثافقين.
وقال الإمام أبو منصور رحمه اللَّه: ذكَر في المؤمنين والمؤمنات: {بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}، وذكَر في الكفار: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}، وذكَر في المنافقين: {بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ}، ولم يقل: بعضهم أولياءُ بعض؛ لأن المؤمنين يتوالَون ويتناصرون ويتعاونون على الدِّين الحق، والكفارَ لهم دينٌ أيضًا وهو باطل وهم يتوالون عليه ويتعاونون ويتناصرون، فأما المنافقون فليس لهم دِينٌ يُظهرونه ويمكِنُهم التوالي والتعاونُ والتناصُر عليه، لكن بعضهم على صفةِ بعضٍ، فلذلك قال: {بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ} (٥).
(١) في (ر): "صفات".
(٢) " {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} " ليس في (ف).
(٣) في (ر) و (ف): "بخلاف ما للمنافقين".
(٤) انظر: "تفسير مقاتل" (٢/ ١٨١).
(٥) انظر: "تأويلات أهل السنة" (٥/ ٤٢١ - ٤٢٢).