وقيل: {صَغِيرَةً}: إنعالُ فرسٍ، أو خَرْزُ مِطْهرةٍ، أو خَصْفُ نعلٍ، و {كَبِيرَةً}: شراكُ كُراعٍ أو سلاح، أو إعدادُ زاد.
وقوله تعالى: {وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا}: قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: مُقبِلين ومُدْبرين (١).
وقوله تعالى: {إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ}: أي: عملٌ صالحٌ كما مرَّ مرةً، ويستقيم: إلا كُتب لهم ذلك.
وقوله تعالى: {لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}: أي: يأمر بكتابةِ هذه الأشياء في كتبهم ليُخرجها لهم يوم القيامة، فيجزيَهم على كلِّ وأحد منها جزاءَ أحسنِ عملٍ كان لهم، فيُلحق ما دونه به شكرًا لسعيهم وتوفيرًا لأجرهم.
قالوا في الآية: إن مَن قصَد طاعةً كان قيامُه وقعودُه ومشيُه وحركاتُه فيها كلُّها حسناتٍ مكتوبةً له، فما أعظمَ بركات الطاعات.
وقال قتادة: ما ازداد قومٌ في سبيل اللَّه من أهاليهم بعدًا إلا ازدادوا من اللَّه قربًا (٢).
وقال القشيريُّ رحمه اللَّه: ذلك بأنهم لا يرفعون لأجله سبحانه خطوةً إلا قابلهم بألفِ خطوةٍ، ولا ينقلون للَّه قدمًا إلا لقَّاهم لطفًا وكرمًا، ولا يقاسون فيه عطشًا إلا سقاهم من شرابِ لطفه كأسًا، ولا يتحملون لأجله مشقَّةً إلا أعطاهم سرورًا ونصرةً، ولا ينالون من الأعداء ما يوجب وهَنهم إلا شكَر سعيَهم (٣).
* * *
(١٢٢) - {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}.
= فوقها ولا أدنى منها، وروي عنه: ولو عِلاقة سوط.
(١) ذكره الواحدي في "البسيط" (١١/ ٩٢).
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (١٢/ ٧٥)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٦/ ١٩٠٩).
(٣) انظر: "لطائف الإشارات" (٢/ ٧٢).