وجائزٌ أنْ يكون: {نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا}؛ أي: نردُّ عليهم أعمالَهم التي عملوها في الدُّنيا فلا نقبلُها (١).
{وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ}؛ أي: لا يُنقَصون ما قُدِّرَ لهم مِن الرِّزق إلى انقضاء مدَّتهم بشركهم باللَّه جلَّ جلاله (٢).
* * *
(١٦) - {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
وقوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ}: خالدين فيها بشركهم.
{وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}: ما هو طاعةٌ عندهم.
وقال بعضُهم: هي في المؤمنين الذين عملوا الصَّالحات مراءاةً للخَلْق، نوفِّ إليهم جزاءَ أعمالهم فيها من الذِّكْرِ والشَّرفِ، وما طلبوا بأعمالهم في الدُّنيا من المباهاة وغيرها، وبطلَ ما كانوا يعملون في الآخرة؛ لأنَّهم عملوها لغير اللَّه تعالى، فلا يُجزَوْنَ بأعمالِهم تلك، وإلى هذا ذهبَ ابنُ عبَّاس رضي اللَّه عنهما (٣).
قال (٤): وروي عن النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنَّه سُئِلَ: ما بالُ العبدِ المعروفِ بالخير يُشدَّد عليه الموت، والرَّجل المعروف بالشَّرِّ يُهَوَّنُ عليه الموت؟ فقال: "المؤمنُ تكون له الذُّنوب فيُجازَى بها عندَ موتِهِ، فيفضي إلى الآخرة ولا ذنبَ عليه، والكافرُ يكون له
(١) في (ر): "رياء"، وهي سقط من (ف).
(٢) انظر: "تأويلات أهل السنة" للماتريدي (٦/ ١٠٨).
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (١٢/ ٣٤٧).
(٤) أي: الماتريدي.