(٤٩) - {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}.
وقوله: {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}: أي: هذه الأنباءُ مِن أنباءِ الغيبِ؛ أي: مِن أنباءِ الأممِ السَّالفة التي يَغيبُ العلمُ بها عمَّن لم (١) يعرِّفْه اللَّهُ تعالى.
{نُوحِيهَا إِلَيْكَ}: نقصُّها عليك؛ لِتَقِفَ عليها بعدَ أنْ كُنْتَ أنتَ وقومُكَ لا تعلمُونها، إذْ كنتم أُمِّيِّين.
ويحتمِل أنْ يكونَ العربُ لم يعرفوا خبرَ الطُّوفان أصلًا، فإنَّ بعضَ الملاحدة والفلاسفة ينكرون ذلك إلى يومِنا.
ويحتمِل أنَّهم عرفوا قصَّةَ الطُّوفانِ لشهرَتِه، لكن لم يعرفوا قصَّة الابنِ الَّذي غرقَ، وهذا أولى.
وقوله تعالى: {فَاصْبِرْ}؛ أي: على ما أُمِرْتَ به ونُهِيْتَ عنه.
وقيل: على أذى الكفَّار.
وقيل: كما صبرَ الأنبياء، قال اللَّه تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} الأحقاف: ٣٥.
{إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}: قيل: اتَّقَوا الشِّرك، فإنَّه ذكر هذا بمقابلةِ قولِه: {وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ} وهم الكفَّار.
(١) في (ف): "لا".