ثمَّ في تسميته أحسنَ القصص وجوهٌ:
قيل: لأنَّه ليست قصَّةٌ مِن قِصص القرآن (١) تتضمَّن من النُّكت والفوائد ما تتضمَّن هذه القصَّة.
وقيل: لامتداد الأوقات فيما بينَ أوَّلها وآخرها.
قال ابن عبَّاسٍ رضي اللَّه عنهما: كان بين رؤيا يوسف عليه السَّلام ومسيرِ أبيه إليه وإخوته أربعون سنة (٢). عليه أكثر المفسِّرين إلَّا الحسن فإنَّه يقول: كان بين رؤياه ومصيرِ أبيه إليه ثمانون سنة (٣).
وقيل: {أَحْسَنَ الْقَصَصِ}؛ أي: أعجب القصص.
وقيل: لأنَّها مجموعةٌ في سورةٍ، وسائر القَصص متفرِّقةٌ في آياتٍ وسورٍ.
وقيل: لأنَّها في أبوَيْن وأولاد، ليس فيهم أجنبيٌّ وعدو.
وقال محمَّد بن يحيى البشاغري (٤): هي أحسنُ القصص لِمَا أنَّ فيها ثلاثة أحوال:
- مراعاة طاعة اللَّه تعالى في الرَّخاء والشِّدَّة.
- وتحسين الأخلاق في المعاملة.
(١) في (ر): "القصص إلَّا والقرآن".
(٢) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٥/ ١٩٧).
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (١٣/ ٣٥٩).
(٤) سيأتي في هذه السورة أن المؤلف ينقل عنه من كتابه "عصمة الأنبياء"، وقد جاء في "هدية العارفين" (٢/ ١٨٩): محمد بن يحيى أبو الحسن البشاغري صنف "كشف الغوامض في أحوال الأنبياء". لكن جاء فيه أنه ألفه سنة (٨٣٨) ثمان وثلاثين وثمان مئة. فإن صحَّ التَّاريخ فلا يُعقل أن يكون هو.